مدينة نيوز
بتاريخ 01 أكتوبر 2020
في خطوة استفزازية ، تبدو مخالفة للتوجيهات الملكية السامية ، أقدم وزير الثقافة والشباب والرياضة والمكلف بقطاع الاتصال ، السيد عثمان الفردوس، على صرف دعم لبعض المشتغلين بالوسط الفني ، وهو الأمر الذي خلق ضجة واسعة ، وسخطا عارما لدى الرأي العام الوطني ، ونقاشا وسط الفضاء الإعلامي بمختلف مكوناته .
وأيا كانت المبررات والمسوغات القانونية حول الشروط والكيفيات بخصوص توزيع هذا الدعم والمعايير المتخذة لمنحه ، فإن هناك أولويات تفرضها الظرفية وتلغي كل ما هو اعتيادي ، لأن الظرف القاهر يلغي القاعدة ، لذلك فإننا في التنسيقية الوطنية للدفاع عن المقاولات الصحفية الهشة ، ونحن نتابع هذا النقاش الدائر وما صاحبه من ردود أفعال أغلبها متشنجة ، نعتبر أن خطوة الوزير في هاته الظرفية التي تعيشها بلادنا والعالم بأسره بسبب كوفيد 19 ، خطوة تخالف مضامين الخطاب الملكي السامي الأخير ، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ، الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس على شعبه الوفي ، حيث قال ” إلا أن هذا الدعم لا يمكن أن يدوم إلى ما لا نهاية لأن الدولة أعطت أكثر مما لديها من وسائل وإمكانات “
وإذا كان الوزير لا يستطيع التقاط الإشارات من الخطب الملكية السامية ،فإن ذلك يعيد بالضرورة طرح سؤال الكفاءة الواجب التحلي بها من طرف مسؤول في الحكومة وأمام الملك ، وهذا المسؤول يفترض أن يكون قدوة في التماشي مع التوجيهات الملكية السامية .
إننا في التنسيقية الوطنية للدفاع عن المقاولات الصحفية الهشة ، كنا نعتزم خوض جميع الأشكال الاحتجاجية المشروعة ، من أجل إيصال صوتنا والالتفات لمثل هاته المقاولات التي تشتغل بمهنية لكنها هشة من حيث الموارد المالية ،وكنا سنطالب بتخصيص صندوق لدعمها من أجل الاستمرار في خدماتها الإعلامية تنويرا للرأي العام ، خصوصا بعدما حلت أزمة كوفيد 19 وقيام الوزير المذكور بمنح دعم استثنائي للمقاولات الصحفية الكبرى (من حيث مواردها المالية) في الشهور الماضية ، دون الالتفات للمقاولات الصحفية الهشة ، بالرغم من أن جميع المقاولات الصحفية يسري عليها نفس القانون ، لكنها غير متساوية في الدعم ، وبعد الخطاب الملكي السامي السالف الذكر التقط جميع أعضاء التنسيقية، الإشارة من الخطاب وقررنا جميعا التراجع عما كنا نعتزم القيام به ، وركنا إلى الصبر ، مستمرين في خدماتنا الإعلامية ، لأن الخطاب الملكي كان واضحا والظرفية لا تسمح بأي احتجاج من هذا القبيل ، وتفهمنا بأن هناك أوليات تقتضي ، توفير أي ميزانية لدى أي قطاع وضخها في القطاع الأهم ، كالصحة بالأساس والتعليم ، إلى أن تفاجأنا بما أقدم عليه الوزير السيد عثمان الفردوس بصرف دعم للمشتغلين في الوسط الفني في عز الأزمة .
وبناء على كل ما سلف ، فإن التنسيقية الوطنية للدفاع عن المقاولات الصحفية الهشة ، تستنكر ما يلي :
• عدم امتثال الوزير عثمان الفردوس للتوجيهات الملكية السامية ،
• عدم قدرة مستشاريه على التقاط الإشارات من الخطاب وتوجيه الوزير إلى الطريق الصحيح .
• استفزاز الشعب المغربي بهاته الخطوة ، دون أي توضيح .
وتشيد التنسيقية الوطنية للدفاع عن المقاولات الصحفية الهشة بما يلي :
• الخروج الجريء للفنانة المغربية لطيفة رأفت وفضحها واستنكارها لهذا الدعم
• الخطوة النبيلة للفنانين نعمان لحلو وسعيد مسكير وحتى الذين يفكرون بالقيام بنفس الخطوة
وتدعو التنسيقية الوطنية للدفاع عن المقاولات الصحفية الهشة إلى ما يلي :
• ترشيد النفقات في جميع القطاعات
• ارجاع الدعم الممنوح من طرف كل الفنانين مع إعادة توزيعه بالتساوي في إطار المساعدة لكل فنان محتاج إليه ، من أجل تكاليف الحياة اليومية وأعبائها.
• لجنة تأهيل المقاولة الصحفية بالمجلس الوطني للصحافة إلى الالتفات إلى المقاولات الصحفية الهشة والقيام بتسديد نفقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لأجراء ذات المقاولات وبعض النفقات الصغرى حتى تمر الأزمة وذلك بتنسيق مع الوزارة الوصية.